يؤثر المجتمع والثقافة والتجارب الشخصية في تفكيرنا وسلوكنا، وغالباً ما يتجلى هذا التأثير في تبنِّي تحيزات لاواعية ومعتقدات مقيدة ومعايير مجتمعية تقيد حريتنا، وللتحرر من مثل هذه القيود، فمن الضروري تنمية الوعي الذاتي وممارسة التفكير النقدي؛ فبإمكاننا أن نحرر أنفسنا تدريجياً من العوامل التي تؤثر فينا دون وعي عبر التشكيك بمصداقية المسلمات، واستكشاف جذور معتقداتنا، وتحدي الأعراف المجتمعية.
يعني التمتع بالحرية عدم أخذ الأمور على محمل شخصي، وعدم السماح لأفكار الآخرين ومشاعرهم بالتأثير في شعورك وتصرفاتك، ويعني أيضاً التحكم بعقلك وعدم السماح للأفكار والمخاوف السلبية بأن تملأه.
وتدعو جويرو المؤسسات المسؤولة عن تنمية الوعي بالعالم العربي، وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية، بأن تقوم بدورها التوعوي، وتقول: "لم نغرس في نفوس الناس مفهوم أن الدين ليس فقط عقيدة وممارسات وشعائر ومظاهر، وإنما هو أيضا مسؤولية اجتماعية.
وبذلك يعتبر هذا الحق والواجب مقدس لا يمكن مصادرته أو التضييق عليه، ومن يعمل على خلاف ذلك فانه يؤسس إلى الاستبداد والدكتاتورية، غير أنه لا يجب لأحد أن يتعسف في استخدام هذا الحق، كأن يتطاول أو يسب أو يسقط أو يحقر الآخرين بحجة ممارسة حقه في حرية التعبير.
بينما ندرك الآن أن الحرية الشخصية تمتد لتشمل المسؤولية، يصبح من الضروري تسليط الضوء على أهمية هذه الحرية داخل النسيج الاجتماعي.
موقع الحوار المتمدن، كتابة ساخرة حول حرية التعبير في الدول الديكتاتورية، بعنوان: تعديل في نثرية نزار قباني: الحرية بين الأمس واليوم في مقياس الديكتاتور
ودون النظر إلى أن الشراكة السياسية تخلق الحرية الشخصية مساحات لحريات بديلة لأولئك الذين لا يستطيعون تأسيسها على ممتلكات ليست لهم. ويكمن ذلك في أن الطريق إلى حرية أعمق وبشكل نهائي هو البحث عن الحقيقة، وأن الدعم المؤسسي والقانوني والمالي لهذا البحث هو الشرط الرئيسي لبناء مجتمع من الرجال الأحرار.
الحرية مصطلحٌ موجودٌ مع وجود الإنسان وترتبط به، فهي جزءٌ من كيانه منذ القِدَم، وبالمعنى العام الحرية تعني امتلاك الشخص لإرادته وقدرته على اتخاذ القرارات دون تأثيرٍ جبريٍّ أو طوعيٍّ من طرفٍ آخر.[١]
يقدم لك هذا النوع من الحرية الشخصية الحق في اختيار طريقة العيش.
في المجتمعات، وبدرجة محدودة من التنمية وعدم المساواة لديه، فإن التركيز الذي تم وضعه على قيم التضامن والمساعدة المتبادلة هو مستمد أساسا من الحاجة إلى إيجاد حلول عالمية وسريعة لمشكلة تلبية الاحتياجات الأساسية في القطاعات الاجتماعية الموسعة، وهو يعتبر شرط ضروري لوجود الحرية الفردية.
النضج الشخصي: المسؤولية هي علامة على النضج. الأشخاص الذين يتمتعون بالحرية ويتحملون المسؤولية عن أفعالهم، يكتسبون احترامًا أكبر من المجتمع حولهم، فهم يظهرون قدرة على التفكير قبل القيام بأي فعل وتقدير التأثير المحتمل لأفعالهم.
بدون قيود: يعني غياب العوائق التي قد تحد من ممارسة الحرية، سواء كانت هذه العوائق قانونية، اجتماعية، أو ثقافية.
تعزيز الابتكار: عندما يتمتع الأفراد بحرية الفكر والتعبير في المجتمع, يتم تشجيع الابتكار والإبداع. المجتمعات التي تقدر الحرية غالبًا ما تكون أكثر تقدمًا وابتكارًا.
خلال مشاركتكم نتمنى منكم مشاركتنا بشكل موسع حول مقهوم حرية الرأي والتعبير، وكيفية ضمان هذا الحق سواء من خلال المعاهدات الدولية والإقليمية او من خلال الآليات الوطنية المحلية.